التقديم

يمتد تقرير مركز دعم التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان (دعم) على الفترة الممتدة من 01 أكتوبر 2019 إلى حدود 30 مارس 2020. وهو يدخل في استراتيجية المركز التي تهدف إلى مراكمة وثائق مرجعية حول مسار الإنتقال الديمقراطي وحقوق الإنسان في كل من مصر وتونس وليبيا. عمل مرصد السياسات والتشريعات المتعلقة بمسار الإنتقال وحقوق الإنسان على متابعة الأحداث من مصادرها الرسمية والمواقع ذات المصداقية تحت سقف منهجي موضوعي يحترم شروط الدولة الحديثة الديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان، كما أن هاجس العمل الرصدي عموما لا ينفصل عن قضايا المجتمع والفرد. وذلك بهدف المساهمة في زخم التحول الشعبي نحو أهداف التحرر والتنمية والديمقراطية.

ترافق العمل الرصدي مع الإنتاج البحثي الذي يرافق كل التحولات، حيث أصدر المركز بيانات ومقالات ودراسات بخصوص أهم التشريعات والتعديلات الي تمس الأطر القانونية والمؤسساتية للدولة، وتؤثر على الحياة السياسية في كل دولة. كما لم يفُت المركز دعم ومساندة الناشطين والمناضلين الذين يتعرضون للقمع والهرسلة أو أية شكل من أشكال الإنتهاك. ضمن هذا الإلتزام بخيارات الشعوب ومبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، تم العمل على منهجية بحث انتقالية بدورها. توجهت التقارير السابقة نحو تغطية سنة كاملة، إلا أن هذا التقرير يُغطّي نصف سنة، قصد اختصار الجهد وتركيز النتائج. كما أن منهجيته تتطور بتطور عملية الرصد وضروراتها. بالإضافة إلى التكيُف مع خصوصيات كل سياق في كل دولة. وهو ما يعد بمزيد التطوير، من حيث الشكل والمحتوى مستقبلا، لتكريس عمل رصدي رصين. نستعرض هنا بعض ملامح المنهجية المعتمدة، مع الوعد بتطوير يستجيب لشروط العمل البحثي الذي يخاطب الجميع.

منهجية الرصد

اقتضت منهجية الرصد في البداية تحديد مجالات الرصد التي تتم متابعتها بشكل دوري. وهو ما يشترط تحديدًا مجاليًا لعملية الرصد:

  • المجال الموضوعي: يتمثل أساسًا في سياسات وتشريعات الإنتقال الديمقراطي ومجال حقوق الإنسان
  • المجال الجغرافي: يرتبط الرصد بدول ثلاث: مصر/تونس/ليبيا
  • المجال الزمني: أكتوبر 2019-مارس 2020

أ‌) تقديم المفاهيم

الإنتقال الديمقراطي: وهو المسار المؤدي إلى حالة الاستقرار. فهو كل العمليات الممهدة للتغيير من نظام غير ديمقراطي إلى نظام ديمقراطي. بالنظر إلى ارتباطه بسياق مضطرب فهو لا يرتبط فقط بما هو ثابت (static) كالنصوص القانونية والمؤسسات بل بما هو دينامي (Dynamic)، أي جل عناصر الحياة السياسية والحكم في مؤشراتها الكبرى، كالانتخابات والحياة الحزبية.

- حقوق الإنسان: ينبني تصور مركز دعم في شأنها على الرؤية الكونية الشاملة وغير القابلة للتجزئة حولها. ويتم في شأنها الإستناد دائمًا إلى منظومة حقوق الإنسان الدولية وجميع النصوص ذات الصلة. ومن ثمة وجب تحديد مصطلحي:

السياسات: وترتبط أولا بالسياسات العامة للدولة المؤثرة في الإنتقال الديمقراطي وحقوق الإنسان. بالإضافة إلى عناصر الحياة السياسية المتفاعلة معها.
التشريعات: ترتبط في هذا المستوى بمجمل النصوص القانونية التي يتم إصدارها بالإضافة إلى العملية التشريعية نفسها ضمن العمل البرلماني.

ب‌) مؤشرات الرصد

يسعى المؤشر إلى الإجابة عن سؤال: هل أن السياسات والتشريعات تؤدي الغرض منها؟ وبناء عليه تم التركيز ضمن عملية الرصد على النصوص القانونية والعملية التشريعية المرتبطة بها، المؤسسات والسلطات في جميع مستوياتها، الانتخابات وملامح الصراع السياسي. في تونس، يمكن ملاحظة تتابع مسار الإنتقال الديمقراطي، لكن له صعوباته الخاصة، وهي تبدأ من صعوبات الأطر القانونية والمؤسسية وتفاعلها مع محيطها السياسي والإجتماعي والإقتصادي. فظهر لذلك أن مسار الإنتقال تتضاعف اشكالياته بسبب تأثير الحياة السياسية والحزبية بالإضافة إلى الأزمة الإقتصادية والإجتماعية. يُعتبر عنصر الانتخابات وتشكيل الحكومة مؤشرًا مهما على عملية الإنتقال وطبيعتها، مضافا لها قدرة السلطة نفسها على ممارسة دورها في بناء سياسات انتقالية في كل المجالات تضمن تحقيق النظام الجديد. يدخل ما سبق، في الحالة التونسية، ضمن صعوبات الإنتقال الثاني الذي تم إدراجه كعنصر مستقل في الرصد.

تحولت مسارات البناء القانوني والمؤسساتي إلى وسيلة لإقصاء ممكن الإنتقال الديمقراطي في مصر. كما أن النظام يعمد إلى "مأسسة" القمع عبر وسائل متعددة، لا يمكن للتقرير حصرها جميعًا، فاختار محورًا محددًا لذلك: الإعلام في مصر. يمثل هذا المحور الصورة المعاكسة للإنتقال الثاني نحو القمع والدكتاتورية. اقتضى ما سبق تحليل المادة المرصودة ضمن الأطر القائمة، قانونيا (الدساتير/القوانين) ومؤسسيا (السلطات والهيئات والمؤسسات)، فيما تحدّت الوضعية في ليبيا منهجية الرصد لجهة خروجها على أطرها. وهو ما تطلب تركيز الرصد على التحولات في الصراع الليبي ومجرى الحوار وصعوباته للوقوف على وضعية الإنتقال في ليبيا، الذي انتهى إلى حرب أهلية متواصلة الى اليوم.

المخطط

تونس

I) السياسات والتشريعات المتعلقة بالإنتقال الديمقراطي

أ‌. تفعيل الإطار الدستوري والقانوني الخاص بالإنتقال الديمقراطي

1. السلط الثلاث والتوازن بينها

2. تركيز الهيئات الدستورية

3. مسار العدالة الإنتقالية

4. السلطة المحلية

ب‌. أزمة الإنتقال الثاني

1. ملامح المسار الإنتخابي

2. مسار تشكيل الحكومة

II) السياسات والتشريعات المتعلقة بحقوق الإنسان

1. عقوبة الإعدام

2. حرية التعبير والصحافة

3. حق اللجوء

4. مكافحة الإتجار بالبشر

5. حقوق الطفل

6. حقوق الأقليات

7. الحق في النفاذ الى المعلومة

III) التوصيات

مصر

I) السياسات والتشريعات المتعلقة بالإنتقال الديمقراطي

أ‌. الإطار الدستوري والقانوني المتعلق بالإنتقال الديمقراطي

1. السلطة التشريعية

2. رئاسة الجمهورية

ب‌. مأسسة حكم العسكر: محور الإعلام

1. السيطرة على الإعلام

2. نماذج عن الخطاب الرسمي في الإعلام

II) السياسات والتشريعات المتعلقة بحقوق الإنسان

أ‌- أكبر حملة إعتقالات في عهد السيسي

ب‌- آلة التدوي في منظومة القمع

ج‌. كثافة أحكام الإعدام في مصر

III) التوصيات

ليبيا

I) السياسات والتشريعات المتعلقة بالإنتقال الديمقراطي

أ‌. أبرز ملامح الإنقسام السياسي والعسكري

1. المؤسسات الليبية، ضحية الصراع وأدواته

2. على المستوى المجتمعي

ب‌. التدخل الأجنبي وصراع أروقة المؤتمرات

1. التدخل الأجنبي وتطور وزن الدور التركي

2. مؤتمر برلين، مسارات التفاوض بين التقاطع في التوصيف وغياب لآليات التغيير

3. ضعف الدور الإقليمي والإفريقي

4. إشارات الدعم العسكري الأجنبي

II) السياسات والتشريعات المتعلقة بحقوق الإنسان

أ‌. حرية التعبير في ليبيا

• حرية التعبير في بنغازي

ب‌. الإختفاء القسري في ليبيا

ج‌. الإختفاء القسري والصحفيين

د‌. الوضع الإنساني للمهاجرين غير النظاميين

III) التوصيات