تقدم الفوضى الليبية مؤشرات عن تفكك الدولة والمجتمع بشكل حاد، لعب فيها التدخل الخارجي دورًا محوريًا في تجاوز أسئلة الانتقال الديمقراطي المستند إلى ثورة 17 فيفري/فبراير 2011. حيث يطرح الليبيون أسئلة استعادة الدولة ووحدة المجتمع بعد أن أدت الحرب الأهلية إلى أن تضع موضع الشك، أمام انسداد أفق الأزمة، وحدة الدولة الحديثة في ليبيا والوحدة الوطنية التي تجل من الليبيين "قبيلة واحدة". لم يعد من خيار لليبيين اليوم إلا تأطير الحوار السياسي بمساراته المختلفة من أجل ضمان حد لصالح الليبيين يفكَ ارتباطهم بمصالح الهيمنة الخارجية. وهو ما دعا شرائح عديدة إلى أن تنقلب على الممثلين الموجودين اليوم في الصدارة مطالبين بإعادة تمثيل الليبيين بجميع فئاتهم بعيدا عن التيارات السياسية التي تسعى للسيطرة على السلطة فقط. وهو الوضع الذي جعل ليبيا اليوم بلد الإفلات من العقاب والملفات الحقوقية غير المنتهية إلا على هدر حق الضحايا.